انا احمد يا ابي

أنا "أحمد" يا أبي !!!

بقلم: عكرمة ثابت

لا تزال ذكريات ومشاهد عام 2002 من الاجتياح والحصار لمدينة رام الله ومقر المقاطعة فيها راسخة في ذهن ومخيلة الطفل "أحمد ضمرة"، الذي لم يتجاوز عمره في تلك الفترة 7 سنوات كانت خلالها روحه الخفيفة وطفولته البريئة ملتصقة تماما بروح الرجولة وشجاعة الصمود التي تحلى بها والده العميد محمود ضمرة "أبو عوض"، أثناء مسيرته الطويلة في النضال والصمود جنبا إلى جنب مع الرئيس الفلسطيني الخالد ياسر عرفات ورفاق دربه، ممن تواجدوا معه طيلة الحصار الطويل والمرير الذي فرضته قوات الاحتلال الاسرائيلي في نيسان 2002 وما تخلل ذلك الحصار والاجتياح من عمليات قصف وقتل وتدمير وإعتقال، كان أبو عوض من أبرز المطلوبين فيها، وهوالغالي والحبيب الذي إعتاد "أحمد" أن يصحو يوميا على صوته ويمضي في الحديث معه ساعات طويلة يستفسر منه عن كل صغيرة وكبيرة في حياته تحت الحصار وعن أحوال رفاقه وصحتهم ومعنوياتهم، ويمازحه كأنه صديقه الحميم وزميله في الصف الدراسي في مدارس المستقبل التي يتلقى فيها تعليمه الابتدائي.

وعلى الرغم من صغر سنه، فقد أصر "احمد" وأكثر من مرة أن يخترق سكون وخطر منع التجول المفروض على المدينة ويخرج لمواجهة رعب الحصار المحكم على مقر المقاطعة وهو يغني "أنا أحمد العربي فليأتي الحصار"، ليصل زاحفا إلى اسوارها المدمرة وهو يحتضن كمية من علب السجائر التي يريد إيصالها لوالده المحاصر، ثم يتسلل منطلقا إلى حضن أبيه ويغيب في عناق طويل مع شقيقية "عوض ومحمد" اللذين أصرا على البقاء مع والدهما ليكونا قريبين منه أثناء الحصار، وقد تميز "أحمد" عن باقي أطفال جيله بأن حظي أكثر من مرة في مقابلة الرئيس المرحوم أبو عمار في مكتبه، وانه كان يقضي معظم وقته مع والده في مقر الرئيس ويحظى بحب وصداقة الكثيرين هناك، كما أنه يشعر بالفخر والاعتزاز كونه إبن المناضل والقائد المعروف على مستوى الوطن العميد "أبو عوض".

ولم يخطر ببال "أحمد" أن تتكرر تلك المشاهد الأليمة مرة اخرى لتجبره وقد بلغ من العمر إثني عشر عاما، أن يعود للمعاناة والحرمان بعد أن قامت السلطات الاسرائيلية يوم 5/9/2006 بأعتقال والده لا بل صديقه الحميم قائد قوات الـ17 (أمن الرئاسة) في الضفة الغربية، وتلقي به في غياهب سجونها وتحاصره بقضبان زنازينها المعتمة، فيغيب عن أبنائه وأصدقائه وأهله في عزلة وحصار أشد وأقوى من حصار المقاطعة الذي نجا منه بأعجوبة، لكنه كان يتوقع أن يحدث ذلك لوالده يوما ما وكان دائما يقول له، لا تؤّمن لهم يا أبي... لا تصدّقهم إذا منحوك تصريحا للتنقل فهذا التصريح فخ ومصيدة لكي يتمكنوا من الايقاع بك وإلقاء القبض عليك.

لقد شاء القدر أن يعتقل "أبو عوض" بنفس اليوم الذي كان يغادر فيه ولده البكر "عوض" أرض الوطن متجها بالطائرة إلى جمهورية مصر العربية للألتحاق بكلية الشرطة فيها، وعندما يتذكر "أحمد" الحال التي مر بها عند سماعه خبر الاعتقال من والدته التي كانت تجهش بالبكاء، يطلق تنهيدته العريضة متألما ومتحسرا على تلك اللحظات الجميلة التي كان يقضيها معه بشغف وحب وسعادة، ويقارن هذا الموقف بلحظات إستشهاد خاله الذي يحمل إسمه "الشهيد أحمد الغندور"، ثم يسرح طويلا في وجه أبيه ونظراته التي كانت تجوب كل زاوية يجلس فيها وكأنها حاضرة الآن أمامه تماما كصدى الكلمات التي كان "أبو عوض" يحب أن يطلقها على مدلله الصغير والدولفين المفضل لديه.

حركات صديقه العميد وبزته العسكرية وحنانه الكبير، جميعها لا تفارق فضاء ذلك المخلوق الندي والطفل الوفي، وحتى تلك المأكولات التي كان يعدها له أبوه بنفسه كالمنسف والبيتزا ما زالت ماثلة أمامه ويتلهف لتذوقها بنفس القدر الذي يتلهف فيه لرؤية ابيه ومعانقته، فهو ومنذ إعتقاله لم يراه ولم يسمع صوته رغم أنه حاول أكثر من مرة تحقيق هذه الامنية، فقد ذهب عدة مرات لحضور جلسات محاكمته في محكمة عوفر العسكرية لكن الجنود هناك كانوا يمنعونه من الدخول، وهو الان كلما سمع عن إقتراب موعد جلسة المحكمة أو زيارة الاهل تتقطع مشاعره حزنا وشوقا ويسارع للاتصال بمحامية مؤسسة مانديلا بثينة دقماق طالبا منها أن تقوم بايصال رسائله وسلاماته لابيه كلما ذهبت لزيارته في سجن عسقلان، وفور عودتها من الزيارة تبادر دقماق بالأتصال مع "أحمد" وتدعوه للقاء معها، لتبدأ بسرد وقائع الزيارة له وتحدثه عن أوضاع وأحوال والده دون أن يترك هو أي مجال لها لنسيان أو إخفاء أي شيء عنه.

"أحمد" ومثله كل الابناء الذين حرمهم الاحتلال من التنعم بحنان وحب الامهات والاباء، يتمنى أن يبذل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" قصارى جهده لأطلاق سراح والده وكل الاسرى والاسيرات الذين تعتقلهم إسرائيل بأفرب فرصة، ليعودوا إلى أبنائهم واسرهم سالمين عندها ستعود لأحمد سعادته وذكريات طفولته الجميلة ويمارس هواياته التي يحبها كالسباحة والتمتع بلعبة كرة القدم وإستخدام الانترنت، وسيكون بمقدوره أن يذهب برفقة والده الاسير المحرر إلى مزارع النوباني ليستمتعا بركوب الخيل وبجمال الطبيعة في قرية الآباء والاجداد.

* الكاتب أسير محرر وأحد كوادر حركة "فتح" في طولكرم.

[/right]

الفرج القريب ان شاء الله

الله يخليهم لبعض ويجمعهم عن قريب

تحيه للاسير البطل العميد محمود ضمره

مشكووووووور

مواضيع مميزه

فك الله اسرك يا زعيم الشرفاء

بسم الله الرحمن الرحيم

يا هذه الدنيا أفيقي واشـهدي .... إنـّــا بغير الأبطال لا نقتدي

نعم .. لقد كان الآخ القائد / محمود ضمره "ابو عوض" يآسر المَلـَئ بتواضعهِ وحبهِ الدافق لكافة من هم حوله في جهاز العزة والكرامة "قوات الـ17" أو بغير ذلك من المطاردين الآبطال الذين كنـّا وما زلنا نعتبر (ابو عوض) ذلكَ القائد الذي يستحيل أن يعوّض أو يحل مكانه ُ أحد .

ها نحن ُ اليوم هنا بعدما فقدنا كل شيء .. نعم كل شيء ,,, نقول لزاما ً على سيادة الرئيس محمود عباس "ابو مازن" السعي قدما ً وساق وبذل كافة الجهود وتدخيل كافة الوساطات الدوليّه والإقليميه للضغط على هذا الاحتلال الأرعن بفك آسر القائد البطل العميد / محمود ضمره , فذلك سيكون في صالح هذه الحركه التي بدأ العجز يقطـّعُ أوصالها ...

ومن هنا أوجه التحيّه بـ"سلاما ً سلاح" للقائد المناضل محمود ضمره .. فالفرج القريب بإذن الله .. والله وحدهُ المستعان .

ا اخوتكم : تنظيم فتح - إقليم سلفيت .