النقاش والجدل ما بين المرأة والرجل هو بمثابة عالم كبير له بداية وليس له نهاية، فتارةً نرى الرجل هو الذي يدير الحوار مفتخرًا بقوته الجسدية، وتارةً أخرى نرى المرأة هي التي تنجح في إدارة النقاش مفتخرةً بقدرتها على القيام بكل شيء، أما هذا الحوار الذي ننقلهلكم ما بين إحدى النساء وأحد الرجال فهو حوارٌ شيّقٌ يديره اثنيهما بذكاءٍ ملحوظ وقدرةٍ راقية في الكلام، نتمنى أن تستمتعوا في قراءة الحوار والتعلّم منه...
قال لها ألا تلاحظين أن الكـون ذكـراً؟
فقالت له بلى لاحظت أن الكينونة أنثى!
قال لها ألم تدركي بأن النـور ذكـرا ً؟
فقالت له بل أدركت أن الشمس أنثـى!
قـال لهـا أوليـس الكـرم ذكــرا ً؟
فقالت له نعم ولكـن الكرامـة أنثـى!
قال لها ألا يعجبـك أن الشِعـر ذكـرا ؟
فقالت له وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثى!
قال لها هل تعلميـن أن العلـم ذكـرًا ؟
فقالت له إنني أعرف أن المعرفة أنثـى!
فأخذ نفسـا ً عميقًا هو مغمض عينيه ثم عاد ونظر إليها بصمت للحظات وبـعـد ذلك..
قال لها سمعت أحدهم يقول أن الخيانة أنثى ..
فقالت له ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكرا ..
قال لها ولكنهم يقولون أن الخديعـة أنثـى..
فقالت له بل هن يقلـن أن الكـذب ذكـرا ً..
قال لها هناك من أكّد لـي أن الحماقـة أنثـى
فقالت له وهنا من أثبت لي أن الغباء ذكـرا ً
قـال لهـا أنـا أظـن أن الجريمـة أنـثـى
فقالـت لـه وأنـا أجـزم أن الإثـم ذكـرا ً
قـال لهـا أنـا تعلمـت أن البشاعـة أنثـى
فقالـت لـه وأنـا أدركـت أن القبـح ذكـرا
تنحنح ثم أخذ كأس الماء فشربه كله دفعة واحـدة أما هـي فخافـت عنـد إمساكه بالكأس مما جعلها ابتسمت ما إن رأته يشرب وعندما رآها تبتسم لـه..
قال لها يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثـى
فقالت له وأنت قد أصبت فالجمال ذكـراً
قـال لهـا لا بـل السـعـادة أنـثـى
فقالت له ربمـا ولـكن الحـب ذكـرا ً
قال لها وأنا أعترف بأن التضحية أنثـى
فقالت له وأنا أقر بأن الصفـح ذكـرا ً
قال لها ولكنني على ثقة بأن الدنيا أنثى
فقالت له وأنا على يقين بأن القلب ذكرا
ولا زال الجـدل قائمـا ولا زالت الفتنة نائمة وسيبقى الحوار مستمرا طالما أن السؤال ذكراً والإجابة أنثى فمن برأيك سوف ينتصر على الآخر؟ً
ranoom