عندمـــــــا لا تبكي طفلتي !!

عندمـــــــا لا تبكي طفلتي !!



كيف يسكن الخوف تلك البراءة ... والابتسامات تملا وجوهنا، رأيت تلك الصورة وأقشعر

بدني ، هاجت جراحي ، وابتدأ مسلسل إحزاني .. كيف لا ؟ وتلك الطفلة الفلسطينية من

قطاع غزة عقب إصابتها ... لا تبكي .. نعم لا تبكي !! دعوني أشارككم مخيلتي ..واعرض

لكم في هذا الكهف المظلم ألم مشاعري .. لعلها تضيء بينكم .. فنرى نهاية الطريق

جفت دموعها وانحسرت .. فلم اعد أرى دموعها كدموع الأطفال... يا ليتها كالبحر... يمد

ويجزر .. يا ليتها مثل الشمس... تشرق وتغيب .. ياله من وقف صعب إلا ترى إلا غروبا أو

جزرا سرمديا... من منا قد يتصور أن الطفل لايبكي.. ولا تغسل دموعه وهج جراحه ... لا

يبكي فيجد حضن يسكن لهيب اشتياقه للحنان.. وعيناه للنعاس ... أنه الألم المؤلم عندما

لا تتألم تلك الطفلة في ذلك الوقت.. بل هي خائفة أن لا تملك الوقت لتبكي في المرة

القادمة

ما أصعب أن تجد الدماء على ذلك الوجه البريء بديلا لدموع لا تعرف خدود طفله... دموع

الألم.. سموها ما شئتم .. ولقبوها بأي الألقاب.. كم وددت لو أني شاهدت أي نوع من

الدموع.

لو أفصحت الصورة لتكلمت تلك الطفلة.. بل لا أظنها أصلا حصلت على أبجديات اللغة ..

حتى تستطيع الحديث .. ولم تعرف معنى الطفولة حتى تتكلم بلغة الاطفال ..رأيت أن ما

تمتلكه من حروف ومعاني بسيطة .. سقطت هي الأخرى في عنابر مخيلتها المليئة

بالخوف والرعب والحرب والنار بكل شيء .. سقطت .. قبل أن نسقط نحن ونرى أطفالنا لا

يجيدون حتى البكاء والصراخ.. لكننا أجدنا التنديد والاستنكار

رأيتها تحاول جاهدة .. أن تتمسك بأمل البقاء ..بأمل الوصول ..بأمل الحياة..رأيتها تخشى

السقوط من يد مسعفها ... يا رب ذرفت عيناي ...يا رب كيف أكمل هذه الحروف .. طفلتي

يلفها الخوف.. تغتالها الظروف ... يدوس على فرحتها الطغاة.. يغتالون براءتها ... وأنا لا

املك الا البكاء.. ليتني كنت أملك شجاعتها الوهمية .. وتحضن عيناها دموعي .. ليتني !!

يا رب .. لطفك .. بي.. وبأطفالي في فلسطين .. ليتني كنت استطيع أن اسقي عيونهم

دمعا ليبكون .. ليستيقظ العالم ... ليتني استطيع أن أكسو أجسادهم من روحي ...

فلعلهم عند موتي يلهون ..ويلعبون ........................

سقط القلم من يديa ... فدموعي قد أسقطته ......