kamal damra ¨°o.O ( نائب المدير) O.o°¨
عدد الرسائل : 814 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: مذكرات الحصار الجمعة يوليو 04, 2008 11:28 pm | |
| انقطاع الماء والغذاء عن مقر الرئيس رشيد هلال – شبكة فلسطين الاخبارية
عانى المحاصرون أوضاعا صعبة جراء النقص الشديد في الماء والغذاء في اليوم الرابع للحصار، ورفضت قوات الاحتلال السماح لسيارات الصليب الأحمر بإدخال مواد التموين وعبوات المياه .
ومنذ اليوم الأول من الحصار تم تدمير شبكة المياه والاستيلاء على مستودعات التموين والتي كانت قد تم تخزين الطعام فيها قبل يوم واحد من الحصار .
واكتفى جميع المحاصرين على رشفات قليلة من المياه وعلى كسرات الخبز الجافة وقطعة صغيرة من الجبنة الصفراء.
شعر الرئيس عرفات بمدى العطش والجوع الذي ألم بالمحاصرين ، فبدأ يكثف من لقاءاته مع الحرس والمحاصرين لحثهم على التحمل والصبر .ولتفويت الفرصة على قوات الاحتلال وإغاظتهم بهذا الصمود .
بدأ محافظ رام الله والبيرة مصطفى عيسى أبو فراس يكثف اتصالاته عبر الأجهزة المتوفرة من اللاسلكي والهواتف الإسرائيلية الاتصال بالصليب الأحمر لإدخال التموين للمحاصرين والدعوة إلى إصلاح شبكة المياه المدمرة .ولكن هذه الاتصالات لم تثمر بعد ... والجميع ينتظر . وبات الوصول إلى رشفة الماء منالا صعبا ، وان توفرت للبعض فـانهم يمتنعون عن تناولها لإتاحة الفرصة لمن هو بحاجة لتلك الرشفة أكثر ليطفئ ظمأه .
في هذه الأجواء الصعبة بدأت أيضا تواجه المحاصرين مشكلة جدية وهي امكانية تفشى الأمراض خاصة في ظل تراكم القاذورات والأوساخ والروائح غير الصحية التي أخذت تظهر في الحمامات الرئاسية لكثرة العدد الموجود . الأمر الذي أثار رعبا حقيقيا بين المحاصرين .
وأكد الطبيب عمر دقة الطبيب الخاص للرئيس عرفات أن عدم وصول المياه للمقر في هذه اللحظات يعني تفشى الوباء والأمراض ، خاصة أن بعض المحاصرين أصيبوا بحالات إسهال شديد، عدا عن حالات القمل ، وكانت هناك خشية من أن تصل الأمور للإصابة بالقمل والكوليرا.
ولم تقتصر المعاناة على النظافة لعدم وجود المياه بل ومن قلة الأدوية خاصة تلك المضادة لمرض الكزاز ، وتزداد هذه الخشية في وجود عدد كبير من المصابين داخل مقر الرئاسة لم يتم نقلهم إلى المستشفيات خشية من أن تخطفهم قوات الاحتلال كما فعلت مع المصاب أسامة الياسيني الذي فقد إحدى عينيه ومع ذلك ورغم آلامه اقتادته إلى السجن بدلا من المستشفى .
أمام هذه الأوضاع الصعبة قرر عدد من المغاوير خوض مغامرة خطيرة بكل مقاييسها ، فقد تسللوا من الطابق الثالث من جناح قاعة المؤتمرات إلى الطابق الأول ، وفتحوا إحدى النوافذ المطلة على أحد المستودعات التي تسيطر عليها قوات الاحتلال ، ورغم الاحتمال الكبير من قوع المجابهة مع قوات الاحتلال أو الوقوع في كمائنهم ، فقد أصروا على إحضار عبوات المياه من المستودع بعد ان تأكدوا من مدير مكتب الرئيس عماد النحاس من مكان وجودها ، وفعلا تقدموا باتجاه المستودع بخفة ورشاقة ومارسوا التضليل للوصول للموقع ، وبعد أقل من عشر دقائق كانوا يحملون عبوات المياه ويدخلونها من النوافذ . شعروا بنصرهم الذي حققوه وارتاح جميع المحاصرين ، وأصر الجميع أن تكون رشفات المياه الاولى هي من نصيب هؤلاء المغاوير. مغامرة كادت ان تؤدى بحياتهم ، لكنها كانت تستحق فقد بلغ العطش أشده .
صاروخ لاو داخل غرفة مجلس الوزراء
لأول مرة أشعر بخوف حقيقي في الحصار ، فقد صعدت إلى الطابق الثالث بعد أن بدأت أشعر بضيق التنفس في الطابق الثاني لكثرة التحصينات التي أدخلت عليه ولإغلاق جميع المنافذ التي تتيح بإدخال الأكسجين ، صعدت لأتنفس رغم خطورة ذلك ، وبينما كنت أسير في الممر الذي يؤدي إلى مكتب الرئيس عرفات وقاعة مجلس الوزراء كان يجلس في الممر العقيد محمود ضمره أبو عوض مسئول قوات امن الرئاسة الـ(17) الذي تبادلت معه أطراف الحديث وعزمني على فنجان قهوة وهي تعتبر في هذه الظروف عزيمة ملوكية ، وبينما كنا نتحدث فإذا بانفجار ضخم يقع بداخل قاعة مجلس الوزراء مصدره صاروخ لاو محمول من جندي إسرائيلي ، حملني انفجار الصاروخ مع الكرسي الذي كنت جالسا عليه وأنا ممسك بفنجان القهوة ، لم أصب بأذى فقد حماني الجدار الذي كنت أستند عليه ، وأصيب أربعة من قوات أمن الرئاسة كانوا يتواجدون داخل القاعة بجروح بليغة .
كان قصف قاعة مجلس الوزراء ردا مقصودا على قوات أمن الرئاسة الـ(17) التي ترابط في هذه المنطقة من مقر الرئيس ، والتي خاضت معركة عنيفة مع قوات الاحتلال بقيادة أبو عوض تمكنت فيها من استعادة مقر المحافظة والذي احتل بعد رابع محاولة اقتحام من قبل قوات الاحتلال .
اعتبر العقيد أبو عوض احتلال مقر المحافظة خطوة خطيرة يجب الرد عليها ، وبدأت المعركة صباح اليوم التاسع للحصار عندما دهمت مجموعة من المغاوير الباب الفاصل بين المحافظة ومقر الرئيس وسط إطلاق كثيف للنيران وإلقاء عبوات ناسفة شديدة الانفجار . وفي أقل من دقيقة استطاعت مجموعة المغاوير من التسلل عبر البوابة التي احترقت كليا ، وواصلت إطلاقها النار على جنود الاحتلال الذين تقهقروا وبدأوا بالنزول إلى درج المحافظة في هذه اللحظة ألقى المغاوير عددا من القنابل الناسفة على جنود الاحتلال مما أوقع خسائر حقيقية بين قتلى ومصابين لم تعترف بها قوات الاحتلال . قام المغاوير بتمشيط المنطقة واستولوا على جميع مقر المحافظة .
لم يكتف الشبل يوسف من قوات أمن الرئاسة بتواجده داخل مقر المحافظة ، بل أراد الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك ، فدخل في الثغرة التي فتحتها قوات الاحتلال عبر الحائط الفاصل بين المحافظة ومقر قوات الأمن الوطني ، واصطدم خلال تسلله بجنود الاحتلال الذين أطلقوا عليه القذائف المحمولة ، وكانت ردة فعله بأن بادر بفتح وابلا من الرصاص وهو مختف وراء الأبواب مما أدى إلى جرح عدد منهم بجروح . ورجع الشبل يوسف فرحا لقيامه بهذه المغامرة القاسية .
كان عدد من المغاوير مهتمين بعد تحرير مقر المحافظة بجمع مواد التموين التي كانت تتواجد في المقر وهي عبارة عن ثلاثة من أكياس الأرز وبعض عبوات المياه وبعض الأغطية والمرطبات ، فكانت هناك فرحتان الأولى بالسيطرة على المحافظة ، والثانية بما حصلوا عليه من تموين .
بعد المعركة عدت إلى ذات المكان في الممر بين قاعة مجلس الوزراء وغرفة الرئيس عرفات ، وجلست مرة أخرى بجانب العقيد أبو عوض وهو المطلوب بشدة لقوات الاحتلال ، نعم كان قائدا للمعركة ، وصلبا في تحديه لقوات الاحتلال ، تحدى الحصار وأخترق التحصينات التي أقامتها قوات الاحتلال ، وأطلق قذائف (البى سفن)، وشكل رأس حربة في معركة الوجود الفلسطيني في مقر الرئاسة ، أحبه المقاتلون وجعلوه قدوتهم ، وحاولوا تعلم عدم رهبة الموت والاقدام عليه بابتسامة... ببساطة أرادوا تشرب مسلكياته البطولية.. فهذا القائد ينام مع مقاتليه ويأكل معهم .. ويقوم بواجب الحراسة كأي جندي عادي ، لا يتذمر ولا يعرف سوى الاقدام .
لقد اختير أبو عوض لأن يكون داخل مقر الرئاسة وليس خارجه ، مع ان إمكانياته في الخارج توفر له فرصة ليكون أشد انقضاضا على قوات الاحتلال ومع ذلك بقي مقاتلا عنيدا .
قال أبو عوض لـ(الوطن) وهو ينفث سيجارته ، حاولت قوات الاحتلال اقتحام المقر عدة مرات ، لكنهم لم ينجحوا أمام التصدي البطولي لقواتنا ، وكانت تدور المعارك الشرسة من غرفة إلى غرفة . بادرته بالسؤال عن سبب إسناد المهام الخطرة في حماية مقر الرئيس لقوات أمن الرئاسة الـ(17) ، قال أبو عوض قوات الـ(17) هي القوة التنفيذية لحماية الرئيس عرفات ، ورجالها مدربون ومتمرسون في القتال .
وتابع أبو عوض قوله نحن جاهزون للقتال ، فاما أن نكون شهداء أو أحرارا ( النار ولا العار ) . وبرر أبو عوض سرعة وصول دبابات الاحتلال إلى مقر الرئاسة بتأكيده أن الحملة العسكرية الإسرائيلية لم يسبق لها مثيل ، حيث اقتحمت رام الله والبيرة أكثر من (500) دبابة . ولم تكن لدى القوات الفلسطينية أسلحة ثقيلة تواجه هذا الكم من الدبابات .
ومع ذلك أوضح أبو عوض أن إسرائيل ستكون مهددة في عمقها إذا ما حاولوا المس بحياة الرئيس ياسر عرفات .
العقيد أبو عوض الذي كان يمضى ليله متنقلا من سيارة إلى أخرى خشية من قيام مروحيات الأباتشي من اغتياله ، أوقف ترحاله القسري وبدا أكثر راحة ببقائه محاصرا.
صور ومشاهد من داخل الحصار
أبو فراس في الخمسين من عمره رفض إعطاء اسمه رغم أنه معروف بعمله في مكتب السكرتارية لدى الرئيس عرفات ، هادئ الطباع ولا يتحدث كثيرا ، غزا الشيب شعره وذقنه الحليقة ، كان دائم الحركة يبحث من زاوية إلى أخرى عن إرسال أفضل للهواتف النقالة التي كان يحملها بنظام الأورنج وليس الجوال الذي ما زال مقطوعا . أخذ على عاتقه مهمة الاتصال بالمواقع المختلفة في جنين ومخيمها الذي يتعرض لأبشع مجزرة ، وفي البلدة القديمة في نابلس ، كان يستقى الأخبار من المسئولين والمعارف ومن كل من له علاقة بالحدث .
ما أن يكتب حرفا أو كلمة أو جملة حتى ينقطع الاتصال مجددا ، ويزداد توتره ، فعليه إرسال الأخبار وتفاصيلها إلى الرئيس عرفات الذي ينتظر ، ودون كلل كان يعاود الاتصال ، وتزاد مهمته صعوبة خاصة في ساعات الليل ، فالظلام يسود المكان ، وتزداد الضجة والضوضاء من حوله فالكل يريد الاتصال بذويه ليطمئنهم أنه بخير ليسكن روعهم .
ومع ذلك يشعل شمعته التي بالكاد تضيء بنورها الخافت المكان الذي يجلس فيه ليواصل متابعة أخبار المجازر .
أجلس بجانبه لأسمع الأخبار ، وبين وقت وآخر أسمعه يتحدث عن ضرورة متابعة المسئولين لعدد من القضايا ، ويقول : هذه أوامر (الختيار) أي الرئيس عرفات ، ويجب تنفيذها على عجل ، على الجميع أن يتعاون في هذا الظرف الصعب ، فلا مجال للصغائر ، الوطن بحاجة للجميع .
لم تكن رتابة في يوم المحاصر ، رغم هدوء القصف ، فالتهديد ما زال قائما ، واحتمالات اقتحام مقر الرئيس واردة في كل الأحوال ضمن عقلية شارون النازية .
ومع ذلك فإن هذا التوتر الساكن يحمل دائما خواطره التي تدهم البعض ، ويبدو أن عدم رؤية الشمس ، وهواء ابريل المشبع بروائح الأزهار والليمون التي تهب من الجبال والهضاب المحيطة برام الله والبيرة مخترقة الحصار أثارت الشجون .
أتفحص وجوه المحاصرين ، أحدق في عيونهم ترى في كل وجه حكاية وقصة ما يتألم القلب لها وتدمع العين ، فهي حكاية عذابات الفلسطيني المشتت والمطارد والمحاصر .. حكاية الكفاح الطويل الذي لم يصل إلى محطته النهائية بعد .
أجواء الجدية والاستنفار لم تمنع سعد اليتيم من رسم الابتسامة على شفاهه .. سعد اليتيم هكذا اسمه أو هكذا يفضل رفاق السلاح أن يطلقوا عليه هذه التسمية ، عنيف وعنيد ، لكنه رقيق القلب ، متزوج وأب لثلاثة زهرات ، ملتحق بقوات أمن الرئاسة الـ(17) ، مختص في اطلاق قاذف البي سفن ، جلست بجانبه القرفصاء شعرت بحنينه إلى زوجته وأطفاله ، كان قلقا على دعاء ابنة الأربعة أعوام فهي مريضة ، وبحاجة إلى عملية جراحية ، زوجته المتواجدة في العاصمة الأردنية عمّان لا تستطيع أخذ دعاء إلى المستشفى لعدم توفر أية نقود معها حاليا .
تأسف سعد لحاله ، ولكنه أكد أن بإمكان زوجته الذهاب إلى بعض الأصدقاء لحل هذه المشكلة .
لم يشاهد زوجته وأطفاله منذ أكثر من عام ، فهو لا يستطيع الخروج من رام الله ، وكيف يغادرها ومعركة الدفاع عن الوجود متواصلة مع قوات الاحتلال منذ عام ونصف .
أحضر زوجته من عام قبل سنة ، واستأجر غرفة في فندق الميرلاند بمدينة رام الله ومكثت معه عشرة أيام .
سعد اليتيم المحارب لا يملك بيتا في وطنه .. ولا يملك ما يشعره بالانتماء وبحافز القتال... رغم جهوزيته الدائمة وتوثبه والمخاطر التي عاشها .
كان ضمن رأس الحربة في الدفاع عن مقر الرئيس عرفات يحمل قاذف البي سفن ويتقدم الصفوف ليكون متراسا عنيدا لا يعرف التراجع .
وتبقى أمنية اليتيم إيجاد منزل يضمه وزوجته وأطفاله ليستقر في رام الله وفي وطن محرر .
الساعة السادسة مساء، أشعر بجوع شديد ، فلم يدخل معدتي شيء اليوم ... ورغم الجوع فإني أشعر بحاجتي الماسة للسيجارة حتى أواصل كتابتي .. التي انقطعت عنها اليوم للجوع وللشوق للسيجارة. | |
|
dranoom عضو متوسط الخبره
عدد الرسائل : 233 العمر : 36 المزاج : كوووول تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: رد: مذكرات الحصار الأحد يوليو 06, 2008 3:17 pm | |
| شكرا كمال على هاي المتابعة الله يفك اسره ويخفف عنه | |
|